- م الآخر: بصورة عملية تم إعلان الحداد في بعض المحافظات على شهداء "تفجير البطرسية" 11 ديسمبر 2016 أهالي بورسعيد يرتدون الملابس السوداء ويرفعون "المصحف والصليب".. وجامعة دمنهور تعلق الأنشطة والاحتفالات حدادًا على شهداء الوطن
نظم مواطنون بمحافظة بورسعيد، وقفة صامتة، بميدان المنشية بحى الشرق، تعبيرًا عن غضبهم من العمل الإرهابى الذى استهدف الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية بالعباسية، والذى أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين.
وارتدى المشاركون فى الوقفة، الملابس السوداء، وحملوا الشموع، حدادًا على أرواح الضحايا، كما حمل آخرون المصحف الشريف، بجانب الصليب، وعلم مصر مكتوب عليه عبارة «مسلم + مسيحى = مصري».
وكثفت قوات الأمن من تواجدها بمحيط الميدان، بعدما أعلن المشاركون بالوقفة إلغاء المسيرة التى كان مقررا لها أن تتوجه صوب مسجد السلام مرورًا بالكاتدرائية، عقب رفض مديرية الأمن استخراج تصريح تنظيم المسيرة نظرًا للظروف الأمنية الراهنة، على وعد بتنظيمها خلال الأيام المقبلة لكى يتم تأمينها بالشكل المطلوب.
وفى سوهاج؛ قدم فضيلة الشيخ محمد زكى، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية بالأزهر، ويرافقه وفد من منطقة سوهاج الأزهرية برئاسة الدكتور على عبدالحافظ وكيل الأزهر بسوهاج، ووفد من مديرية أوقاف سوهاج برئاسة فضيلة الشيخ على طيفور وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج، وبعض رجال الوعظ ومنهم فضيلة الشيخ السيد شومان، خالص التعازى فى شهداء الكنيسة البطرسية، والتى راح ضحيتها ٢٣ شهيدا و٤٩ مصابا، للأنبا باخوم، أسقف سوهاج، بالمطرانية بسوهاج.
وأكد فضيلة الشيخ الدكتور على عبدالحافظ، أن الإسلام برىء من القائمين بتلك الأفعال الإرهابية الخسيسة، ولن يستطيع الإرهاب الأسود شق الصف بين المسلمين والإخوة الأقباط بجمهورية مصر العربية، لأن الشعب يعى جيدًا أنه تحاك ضده مؤامرات من الخارج، تنفذ بأياد داخلية، ولكنها ستبوء بالفشل.
وقال شومان محمد أحمد، مدير إدارة الامتحانات، بمنطقة سوهاج الأزهرية، إن الشعب المصرى قادر على نبذ العنف، وأن النبى صلى الله عليه وسلم، أوصى بأقباط مصر، ولهذا فإنه إذا أصاب أى مكروه قبطيًا أو مسلمًا، يجب على الآخر الحزن على حزنه ومواساته، لأننا جميعًا، مسيحيون ومسلمون، إخوة، نجتمع فى العمل، وفى السكن، ولا يمكن لأحد، فى الداخل أو الخارج، أن يفرق بيننا؛ مطالبًا بتوقيع أقصى عقوبة ممكنة قانونًا، على الجناة، ليكونوا عبرة لغيرهم.
وفى الإسكندرية؛ تستقبل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، اليوم، العزاء فى ضحايا وشهداء الكنيسة البطرسية، ويتم استقبال الوافدين، من الساعة السادسة، وحتى التاسعة مساءً، بمقر الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بمنطقة محطة الرمل.
ومن المقرر حضور اللواء رضا فرحات، محافظ الإسكندرية، واللواء عادل التونسي، مدير أمن الإسكندرية، وأعضاء مجلس النواب عن المحافظة، وبعض الرموز الدينية من الأوقاف.
فى سياق متصل؛ نظم نشطاءٌ بالإسكندرية، وقفةً احتجاجية أمام المكتبة بمنطقة الشاطبي، حدادًا على أرواح شهداء الكنيسة البطرسية، ورفع النشطاء المصحف والصليب معًا، للتأكيد على الوحدة الوطنية، وأن الإرهاب يستهدف المسلم والمسيحي.
من جانبه؛ أكد جمعة ذكري، وكيل وزارة التربية والتعليم بالإسكندرية، أن الإرهاب الأسود لا يعرف دينًا أو ملة، ويستهدف النيل من كل المصريين، وقال «جميعنا مصريون، والدم كله حرام، ومصر ستبقى رغم أنف كل حاقد وحاسد؛ مشددًا على أهمية غرس الانتماء فى نفوس أبنائنا، وتوعيتهم بأهمية قبول الآخر، لدحر كل عوامل التفرقة بين روح وجسد مصر.
ومن المقرر إقامة ندوات توعوية لأبناء المرحلتين الإعدادية والثانوية، للتوعية بوسطية الإسلام، ووحدة الوطن، وغرس الانتماء، فيما ألغت إدارة وسط التعليمية برئاسة يوسف الديب، احتفالات المولد النبوى الشريف بمدرسة النصر للبنين، حدادًا على أرواح شهداء الكنيسة، وللوقوف بجوار أشقاء الوطن فى مصابهم.
وفى البحيرة؛ أعلن الدكتور عبيد صالح، رئيس جامعة دمنهور، تعليق الجامعة للأنشطة والفعاليات، التى كان من المقرر إقامتها هذا الأسبوع؛ حدادًا على شهداء الوطن، الذين فاضت أرواحهم الزكية، جراء الحادث الإرهابى الغاشم.
وقال «صالح»، إنه تم تأجيل الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، الذى كان من المزمع إقامته، أمس، مؤكدًا ضرورة التكاتف والتلاحم، فى هذه الظروف الحاسمة، من تاريخ مصرنا الحبيبة، لردع أيادى الغدر والعدوان، التى تعمل لغرس فتيل الفتنة، وزعزعة أمن واستقرار الوطن، وضرورة توحيد الجهود لبناء مصرنا الغالية؛ وتضامنًا مع أسر الشهداء.
وفى الدقهلية؛ ضرب الشاب ماهر ميخائيل عوني، درسًا فى الوحدة الوطنية، حيث يقطن بشارع الثانوية، بمدينة المنصورة، ويعمل صاحب مقهى شهير بوسط المدينة، وله علاقات ممتدة، وقصص تروى، لتبرهن على مدى تعايش المسلمين والمسيحيين، على حدٍ سواء، من حلٍ للمشكلات، ونصرة للضعيف، إلى تشغيل إذاعة القرآن الكريم، داخل المقهى بالصباح «حتى يكون صباحا مباركا على المسلمين الذين يأتون إلى القهوة فى الصباح» -على حد تعبيره.
ماهر، المواطن المصرى المسيحي، الذى نال حب وتقدير جميع مرتادى المقهى الواقع بشارع بورسعيد، بمدينة المنصورة، لم يكن ذات يوم من أصحاب التعصب الدينى أو المتطرف، بل لم يكتشف من يتردد على مقهاه أنه مسيحي، سوى من صورة معلقة بالمقهى للسيدة العذراء والسيد المسيح، ويشتهر بكونه مرافقًا للمسلمين بالمنطقة، بل ويصل الأمر إلى تدخله لحل مشكلات من حوله من أصحاب المحلات، حيث يتصدى لأى مشكلة بالشارع، ويدافع عن أصحاب الحق.
وطالما قاد «ماهر» مبادرات للصلح بين جيرانه، ومرتادى قهوته، وتصدر المشهد، حتى وصل الأمر إلى أنه أصبح يلقب بـ«ماهر عونى»، نظرا لكونه السند والعون لأهالى المنطقة، فضلًا عن تمتعه بعلاقات متشعبة، مع العديد من العائلات المسلمة، كما لا يفوته المشاركة فى أى مناسبة دينية إسلامية، حيث يتبادل التهانى مع كل من حوله، وله من القبول لدى فئات المجتمع، ما يجعله متواجدًا وملمًا بكل الأحداث.
ويقول «ماهر»: «أنا لا أكترث كثيرًا لكون الشخص مسلما أو مسيحيا، خلال تعاملاتى اليومية، فكلنا مصريون، ونعيش فى وطن واحد، ولا يوجد بيننا سوى حسن المعاملة، والمودة الدائمة، فالدين المعاملة، ولذلك لا يهمنى ديانة من أتعامل معه، بقدر ما أهتم بمدى صدقه وإنسانيته، ورده المعروف بالمعروف».
وعن تشغيل إذاعة القرآن الكريم فى مقهاه كل صباح؛ يقول: «العاملون بالمقهى مسلمون، ومن يرتادون المقهى غالبيتهم من إخواتنا المسلمين، وتشغيل القرآن يكون دائمًا فاتحة خير للجميع، واصطباحة زى الفل، ولازم نراعى مشاعر بعضنا، زى إخواتنا المسلمين ما بيراعوا مشاعرنا».
وعن حادث التفجير الذى وقع فى الكنيسة البطرسية؛ أوضح «ماهر»، أن الحادث ما هو إلا محاولة بائسة لإشعال الفتنة بين الأشقاء، ولا يوجد مطلقًا تمييز بين مسلم ومسيحى فى مصر، وجميعنا شركاء فى وطن واحد ومن يحاول أن ينشر الفتنة شخصٌ بغيض، لم يرْ جو الألفة، والأخوة الموجود بشوارع مصر، بين المسلمين والأقباط.