- م الآخر:.. بعد مرور 10 ساعات تقريباً، على حادث تفجير الكنيسة البطرسية ، وتحديداً عقب صلاة عشاء الأحد الماضى، داهمت مباحث الأمن الوطنى، مدعمة بمجموعات قتالية، وفريق من خبراء المفرعات، «شقة شخص تكفيرى يدعى «مهاب»، المخطط لعملية التفجير، الملقب بـ«الدكتور»، فى منطقة الزيتون، بالقاهرة.
تحوّلت المنطقة فى لحظات إلى ثكنة عسكرية، أكمنة وأقوال أمنية، أغلقت شارع ترعة الجبل فى الاتجاهين، وعناصر من المباحث ومخبرون، تناثروا على أطراف المنطقة، واندفعت قوات العمليات الخاصة وخبراء المفرقعات، إلى الطابق السادس بالعقار 365، قاصدين شقة والد الدكتور المهندس مصطفى، تلك الشقة التى انتقل إليها الأخير منذ حوالى 4 سنوات، قادماً من عزبة المبيض بالمطرية، والتى تبعد عن الشقة حوالى 2 كيلو متر.
فى عام 2012، انتقل «مصطفى» وأولاده (محمد ومهاب ومحسن) ووالدتهم إلى الشقة، مقابل 270 ألف جنيه، ثمنها حين ذاك، ووقتها كان «مصطفى» خرج على المعاش، بعد قضائه سنوات طويلة فى العمل بالهيئة القومية للاتصالات السلكية واللاسلكية.
أثاث مبعثر بجميع أرجاء الشقة، وأوراق متناثرة، وملابس ملقاة أمام الدواليب والأدراج، لا شىء فى مكانه، هذه حصيلة إجراءات التفتيش الدقيقة التى شهدتها الشقة على أيدى ضباط الأمن، بحثاً عن أى خيوط أو دلائل قد تقود إلى ضبط قائد عملية التفجير، بعدما تأكد عدم وجوده، والذى ما زال هارباً.
تمكنت « المصرى اليوم »، من دخول الشقة التى داهمتها قوات الأمن، بحثاً عن الدكتور مهاب، وشقيقه محسن، «المسؤول عن تحركات الدكتور، والموكّل إليه نقل تكليفات شقيقه إلى كافة عناصر الخلية، ومن بينهم الانتحارى محمود شفيق».
أول ما تطأ قدماك داخل الشقة، وعلى يسار بابها، توجد غرفة، عبارة عن مكتب، كراسى صالون مبعثرة على شكل حرف «L»، ومكتب صغير على سطحه جهاز كمبيوتر قديم وبجواره عدد من الأوراق الخاصة بالدكتور مبعثرة، بالإضافة إلى مكتبة صغيرة، تضم حوالى 40 كتاباً ومجلداً، معظمها كتب دينية وطبية، زجاجة مسك صغيرة الحجم.
أرفف المكتبة تضم كتباً دينية، تكاد تكون فى جميع مكتبات المصريين من هواة القراءة والاطلاع، ومنها «السيرة النبوية لابن هشام، الرحيق المختوم، مجلدات لابن قيم، فتح البارى، الترغيب والترهيب، العقيدة أولاً، وعدد محدود من الكتب الطبية كلها باللغة الإنجليزية»، وربما طبيعياً أن يحظى مهاب بهذه الكتب الطبية، بعد تخرجه من كلية الطب بجامعة عين شمس، وتخصصه فى أمراض الدم.
المكتب الصغير أمام المكتبة يحوى أوراقاً مبعثرة، من بينها صور له، وصور لبطاقته الشخصية وشهادات ميلاد وأوراقا ربما تم استخراجها حديثاً وفقا لتواريخها، لإعداده للسفر خارج البلاد للعمل، كما أخبر والده جيرانه، ومن بينها شهادة مستشفى زايد التخصصى، والتى تفيد بأن مهاب تم انتدابه للعمل بالمستشفى، من الوحدة الصحية بطامية فى الفيوم، من 17 يناير 2013، وحتى 30 نوفمبر 2014، قضاها فى العمل بالشيخ زايد.
على «السفرة»، فى وسط استقبال الشقة، توجد أوراق تم فحصها بعناية من قبل جهات التحقيق، من بينها كارنيهات الجامعة «لقائد العملية»، وكارنيهات لوالده.
فى غرفة نوم على جانب ممر داخل الشقة، جرت إجراءات تفتيش دقيقة، وبُعثرت الملابس من الدولايب والأدراج بحثاً عن المعلومات، لكن وضح أن أجهزة الأمن تحفظت على كل ما هو مهم فى إجراءات التفتيش.