- م الاخر: أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، أن تفجير الكنيسة البطرسية مثلت أبشع الجرائم في الاعتداء على مصلين آمنين.
وقال الطيب، خلال كلمة له، في قمة رئيسات البرلمانات التي تعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، إن هذه الحادثة خلفت في قلوب المسلمين قبل المسيحيين آلاما وأحزانا ليس من السهل تجاوزها أو نسيانها وهذه الجريمة الوحشية ليست بكل تأكيد إيذاء للمسيحيين في مصر بل هي إيذاء للمسلمين في شتى بقاع العالم بل إلى نبي الإسلام نفسه في ذكرى مولده الشريف.
وأضاف أن هذه القمة ذات شأن كبير ومردود بالغ التأثير على منطقتنا في الشرق الأوسط بل وعلى العالم كله ليس فقط لأنها تقتصر على أرض الإمارات العربية معظم ثقافات العالم وتعكسم خبرات عقول عالمية متنوعة لها وزنها في استشراف مستقبل الشعوب ولكن لأنها هذه القمة تتصدى بالتحليل العلمي لتحديات كبرى موجودة على أرض الواقع العربي والاسلامي في مقدماتها وباء الإرهاب الذي استشرى خطره في شرق الأرض وغربها بعد ما ظن كثيرون ممن صمتوا عن أسباب نشأته انه لن يبرح موطنه الذي نشأ فيه فاذه به ينشر الرعب والفزع بين الناس في كل مكان .
كما تتصدى هذه القمة لتحد خر لا يقل خطرا عن الإرهاب وهو تحديات السياسات الحديثة في إصرارها على العبث بوحدة الأمم والشعوب وتصميمها على تفكيك الدول المستقرة وتجزأته وتحويلها إلى خرائط مهيئة للصراع الديني والطائفي والعرقي وساحات حروب مدمرة ، وكأنه كتب على منطقتنا ان تكون سوقا رابحة لمسارح الصراع وبؤر التوتر وسماسرة الحروب.
وعول الطيب على القمة التي تجمع خمسين قائدة من قائدات برلمانات العالم أن تسهم في هذه القمة البرلمانية وما يتلوها من قمم قادمة في إطفاء هذا الحريق الذي يعد عار على جبين الإنسانية في عصر الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان ومنظمات السلام العالمي والاستقرار المجتمعي.
وأضاف الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب - خلال كلمة له في قمة رئيسات البرلمانات التي تعقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي - أن هذه القمة تتصدى أيضا إلى تحد آخر يبدو وكأنه خاص بعالمنا العربي والإسلامي إلا أنه في ضوء التأمل الهادئ يتضح لنا في مآلاته القريبة أو البعيدة أنه هم كبير من هموم الإنسانية وهو وضع المرأة الإنساني والحضاري في هذا العصر، معربا عن شكره لهذه القمة لتنبههم بخطر هذا الموضوع.
وقال: "من جانبي كباحث في الإسلام لا أعرف موضوعا آخر استنزف من تفكير العلماء والمفكرين والباحثين والباحثات منذ مطلع القرن الماضي وحتى اليوم ما استنذفه موضوع المرأة وفي مكتبتنا العربية والإسلامية المعاصرة آلالف الكتب والابحاث والندوات التي تناولت موضوع المرأة ، ورغم ذلك بقي هذا الموضوع وكأنه لم يمسسه فكر ولا قلم من قبل ."
وأشار إلى أنه يمكن النظر إلى هذا الموضوع من ثلاث زوايا وهم ، زاوية الاسلام في مصادره الاصيلة والذي انصف المرأة المسلمة وحررها من الاغلال والقيود التي كبلتها بها حضارات معاصرة لظهور الاسلام انذاك وفي مقدامتها حضارة اليونان ممثلة في قطبيها الكبيرين افلاطون وارستو ، وشريعة الرومان واديان الهند وكتب مقدسة حملت المرأة وحدها دون الرجل مسؤلية الخطيئة الاولى ، ثم الجاهلية العربية التي صادرت على المرأة حق الحياة والتعلم والتملك وحق الميراث ..وكان للاسلام كلمة حاسمة للمرأة وكرمها، بعد ان اوقف وإلى الابد وأد البنات وملك المرأة حقوقا سبقت بها نظيراتها في العالم بأربع عشر قرنا من الزمان ، حيث ملكها حق الارث والتعليم واختيار الزوج ، وجعل لها زمة مالية مستقلة عن زوجها تتصرف فيه تصرف المالك في ملك الخاص مع الاحتفاظ باسم عائلتها حتى لا تذوب شخصيتها في شخصية شريكها .
كما ساوى بينها وبين الرجل في تحمل التكاليف والمسؤلية ، ومعلوم ان هذه الحقوق لابد وان تصنع من المرأة عنصرا خلاقا في المجتمع لا يقل شأنا عن الرجل إن لم يزد عليه .